عندمآ تتنهــد أمريكآ

عندمآ تتنهــد أمريكآ
يتفاخر الفرنسيون بتأثير دولتهم في محيطها الأوروبي، فيقولون: “إذا عطست باريس أُصيبت أوروبا بالزكام”! ويرد عليهم
الروس مبدين اعتزازهم بتأثر دولتهم في العالم فيقولون: “إذا بصقت روسيا غرق العالم”! أمّا حوادث الأيام الأخيرة بعد انهيار مؤسسات تمويل أمريكية، فترد على الجميع قائلة: “إذا تنهّدت أمريكا احترق العالم”!
تداعيات انهيار بعض مؤسسات التمويل الأمريكية على الاقتصاد العالمي برمّته تؤكد هذه المقولة، لكن توابعها قد تشير في الوقت ذاته إلى إدراك دولي متزايد بضرورة تقليص الاعتماد الدولي على الولايات المتحدة كـ “ضامن” وحيد للنظام الدولي سياسيًّا، وماليًّا، وأمنيًّا، ولعلّ أهم الدروس التي استخلصتها أوروبا من هذه الأزمة التي مازالت تخيّم على الاقتصاد العالمي منذرة بعودة طوابير العاطلين، والمتسوّلين، والجياع إلى شوارع أوروبا، هو ضرورة أن يمتلك الاتحاد الأوروبي آليات فعل دولية ذات تأثير وفاعلية، تتيح له التصرف منفردًا، والتنفس بحرية حتّى في حال انقطاع الحبل السرّي بين أوروبا وأمريكا عبر الأطلسي.
ثاني الدروس ربما يكون ما استوعبته الاقتصادات الناشئة، ودول العالم الثالث، من أنه لا بديل عن الاعتماد على الذات.. ففي أوقات الشدّة لن تجد هذه الدول مَن يتدخّل لإنقاذها، أو لإغاثتها، إلاَّ في إطار مساعدات إنسانية تشتمل في الغالب على بعض الحبوب، وبعض منتجات الألبان. ويقتضي الاعتماد على الذات تطوير مصادر دخل تعتمد على منتجات حقيقية، واقتصاد حقيقي لا افتراضي، وكذلك إدراك أن تدخل الدولة في الشأن الاقتصادي ربما كان أساسيًّا على عكس مَن روّجوا بشدّة طوال عقدين من الزمن لمقولة “إن السوق المفتوح على مصراعيه هو الحل الوحيد لمشكلات التنمية في العالم الثالث”، وها هي أمريكا، وبريطانيا، وشركاؤهما في الاتحاد الأوروبي يعودون إلى تأميم مؤسسات مصرفية وتمويلية، أدركوا مؤخرًا أنه لا بديل عن تدخل الدولة لامتلاكها كشرط لاستمرار الرأسمالية.
الدولة في العالم الثالث هي قاطرة التنمية، وهي الوحيدة التي تستطيع توجيه المدّخرات الوطنية لتوفير مستقبل أفضل لمواطنيها، ولضمان الحد الأدنى من الرفاهية لهم، وهي الضامن الأخير لسلامة النظام المصرفي، وعافية الاقتصاد الوطني.

رأي المدينة

يسلموو على الموضوع
وتقبل مروري
((الدلوعه ياسمين))

ميرسي نبوض على الموضوع الجميل

شكرا نبض المشاعر
والله يعطيك العافيه

سلموا على مرورك العذب
وتقبلووووووووووا ودي